17 - 07 - 2024

مؤشرات | بعد مبادرة جنوب إفريقيا .. استعدوا لمطاردة القتلة

مؤشرات | بعد مبادرة جنوب إفريقيا .. استعدوا لمطاردة القتلة

فضحت المرافعات التي قدمتها جنوب إفريقيا وخصوصا ما قالته المحامية عديلة هاشم، أو "عديلة هسيم" أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي الوجه القبيح لإسرائيل الصهيونية، وعمليات الإبادة التي ترتكبها قوات الإحتلال ضد الفلسطينيين والتي أسفرت حتى كتابة هذه السطور عن 84 ألف شهيد ومصاب، منهم أكثر من 23 ألفا و61 ألف شهيد من جراء القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب، بينهم عشرات الألاف من الأطفال والنساء، من خلال 1993 مجزرةارتكبتها قوات الإحتلال الصهيوني، بخلاف نحو 7 آلاف مفقود. 

وفتحت المحاكمة الباب واسعًا لمطاردة وملاحقة القتلة في إسرائيل وغيرها من الدول التي قدمت الدعم والعون والسلاح والتأييد للصهاينة في حربهم الإجرامية على الفلسطينيين في قطاع غزة، بخلاف ما يجري في الضفة من قتل وتدمير وإعتقالات.

مفردات الكلمات التي قيلت من فريق الدفاع الجنوب أفريقي، بل كل التوصيفات التي ترددت في الإجتماعات الدولية كفيلة بأن يبدأ فريق عربي وطني من الخبراء والقانونيين وبالتعاون مع فرق قانونية من كل دول العالم الذين يؤيدون ويقفون مع القضية الفسلطينية لمطاردة كل من تلوثت أيديهم بدماء أطفال ونساء وشيوخ ورجال فلسطين في حرب الإبادة التي تجري منذ 7 أكتوبر 2023، في مسعى صهيوني نازي جديد إما لقتل أو تهجير كل الفلسطينيين والإستيلاء على ما تبقى من أراضي تحمل إسم فلسطين.

نحتاج إلى تحويل ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش"، "إن غزة تحولت إلى مقبرة للأطفال" إلى شعار لحملة لمطاردة القتلة في كل مكان، من خلال تقديمهم إلى محكمة العدل الدولية، لمحاكمتهم على جرائمهم بالفعل والدعم والتمويل، ومطالبة دول العالم بتسليمهم للقضاء الدولي كمجرمي حرب، ليصبحوا عبرة لكل القتلة في العالم.

ملف مقاضاة مجرمي الحرب من الصهاينة، لا يجب أن يتوقف على الإسرائيليين، بل يجب أن يمتد لشخصيات عديدة، من خلال حصر يتولاه ساسة وخبراء عسكريون وقانونيون، من خلال مواقفهم ودعهم، للكيان الصهيوني، وكل من أصدر أوامر بتجريم من يرفع راية فلسطين في الإحتجاجات، أو هؤلاء الذين قدموا الدعم والغطاء السياسي لجرائم الصهيونية.

في ضوء الموقف الإسرائيلي عقب إجتماعات مجلس الحرب  يوم السبت 13 يناير الحالي وتصريحات مجرم الحرب الأول "بنيامين نيتنياهو"، تؤكد أن الحرب الصهيونية على غزة لا نهاية لها ، بمعنى أن محرقتهم مستمرة ضد الفلسطينيين ومن المحتمل أن ترتفع ضحاياها وهو ما يتطلب تعاونا لفضح كل ومثل تلك الجرائم.

وعلى مستوى الإعلام من المهم أن تقوم النقابات والإتحادات الصحفية والإعلامية في الدول العربية، وبالتنسيق مع مثيلاتها في دول العالم، بدورها في رصد وتوثيق جرائم الصهاينة ضد الصحفيين والإعلاميين، لمطاردة القتلة، خصوصا أن التقارير الدولية تؤكد أن الذين قتلوا في الحرب على غزة يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال العشر سنوات الأخيرة، وقد أكد  الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش أن القتل في غزة لم يحدث في تاريخ المنظمة الدولية.

والأرقام مرعبة، وحسب من تم الإعلان عنه من توثيق لجرائم القوات الصهيونية، فقد استخدمت إسرائيل 6 آلاف قنبلة في الأسبوع وقنابل تزن ما يزيد على 900 كيلوجرام على الأقل في جنوب غزة والذي صنفته إسرائيل بأنه آمن، إلا أن تحوَّل إلى مقابر على الهواء، بل أكدت المرافعات أمام محكمة العدل الدولية أنه لا أحد بمنأى عن القتل في حرب إسرائيل على غزة، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة، وبالفعل فإن غزة هي "مقبرة للأطفال".

ومن المهم إدراك أن كل من مهَّد وعاون وسهَّل العدوان هو في قفص الإتهام، بخلاف الصهاينة، يوجد أمريكيون وأوروبيون، قدموا الدعم والمعلومات لهؤلاء القتلة، ويكفي في ذلك أن نشير إلى ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن دور مسؤولين أمريكيين في هذه الحرب البربرية، مثل تشكيل فرقة عمل جديدة تابعة لوكالة المخابرات المركزية بقرار من  مستشار الأمن القومي الأميركي لوكالات الاستخبارات ولوزارة الدفاع "جيك سوليفان"، بهدف جمع معلومات استخباراتية عن كبار مسؤولي حماس، وحول أماكن المحتجزين وحالتهم في قطاع غزة، وهو ما ساهم في قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.

ومثل هؤلاء كُثر.. من المهم محاسبتهم ومحاكمتهم، على جرائمهم في حرب الإبادة تلك.
-----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | أفسحوا المجال للإبداع والإبتكار عربيًا